الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)
ويقال: إنه عاش أشهرًا ومات بعد. يعرف بسعد القاري. يقال: إنه أحد الأربعة من الأنصار الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه أبو زيد المذكور في الأربعة. روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وطارق بن شهاب. يعد في الكوفيين وابنه عمير بن سعد وإلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الشام هذا كله قول الواقدي. وقد خالفه غيره في بعض ذلك.
كان سعد بن عثمان هذا ممن فر يوم أحد هو وأخوه عقبة بن عثمان، وعثمان بن عفان. وقد ذكرنا الخبر عنهم في باب عقبة بن عثمان من هذا الديوان وفيمن فر يوم أحد نزلت: {إن الذي تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم}.
وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: وقتل مع سعد بن عمرو بن ثقف يوم بئر معونة ابن أخيه سهل بن عامر بن عمرو بن ثقف.
ذكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب أن سعد بن قرجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها.
توفي سنة أربع وسبعين. روى عنه جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين.
والذي رماه بالسهم حبان بن العرقة وقال: خذها وأنا ابن العرقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرق الله وجهه في النار». والعرقة هي قلابة بنت سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص وهذا حبان ابنها هو ابن عبد مناف بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي. وقيل: إن العرقة تكنى أم فاطمة وإنما قيل لها العرقة لطيب ريحها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بضرب فسطاط في المسجد لسعد بن معاذ وكان يعوده في كل يوم حتى توفي سنة خمس من الهجرة وكان موته بعد الخندق بشهر وبعد قريظة بليال كذلك رواه سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه وروى الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال: رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله فحسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتفخت يده ونزفه الدم فلما رأى ذلك قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني في بني قريظة فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتى نزل بنو قريظة على حكمه وكان حكمه فيهم أن تقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذريتهم فيستعين بها المسلمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أصبت حكم الله فيهم». وكانوا أربعمائة فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات. وروى من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفًا ما وطئوا الأرض قبل». وروى من حديث أنس بن مالك قال: لما حملنا جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته وكان رجلًا طوالًا ضخمًا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة حملته». وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن بعد النبي صلى الله عليه وسلم أحد من المسلمين أفضل منهم: سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ». وروى عرش الرحمن وهو حديث روي من وجوه عدة كثيرة متواترة رواها جماعة من الصحابة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة رآها تشتري: لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها. وهو حديث ثابت أيضًا. وقال له صلى الله عليه وسلم: إذ حكم في بني قريظة بقتل المقاتلة وسبى النساء: «لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات». وقال صلى الله عليه وسلم: «لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا منها سعد بن معاذ». حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو قرة محمد ابن حميد حدثنا سعيد بن تليد حدثنا محمد بن فضالة عن أبي طاهر عبد الملك بن محمد ابن أبي بكر عن عمه عبد الله بن أبي بكر قال: مات سعد بن معاذ من جرح أصابه يوم الخندق شهيدًا. قال: وبلغني أن جبرئيل عليه السلام نزل في جنازته معتجرًا بعمامة من إستبرق وقال: يا نبي الله من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه فوجد سعدًا قد قبض، وقال رجل من الأنصار: أخبرنا خلف بن قاسم قال: حدثنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أحمد ابن الحسن الصباحي حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن شاكر قال حدثنا عبد الله بن حسين الأشقر أبو بلال قال حدثنا زافر بن سليمان عن عبد العزيز ابن أبي سلمة الماجشون عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال قال سعد بن معاذ: ثلاث أنا فيهن: رجل يعني كما ينبغي وما سوى ذلك فأنا رجل من الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا قط إلا علمت أنه حق من الله عز وجل ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بشيء غيرها حتى أقضيها ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغيرما تقول ويقال لها حتى أنصرف عنها. قال سعيد بن المسيب: هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبي.
|